الثلاثاء، 21 مايو 2013

رسائل: جيه إم كوتزي وبول أوستر


اللاعب الأمهر
رسائل: جيه إم كوتزي وبول أوستر*
(2 ـ 2)
نشرت الحلقة الأولى هنا


15 مارس 2009
عزيزي بول
تكتب عن تعلق الطفل الذكر الصغير بالأبطال الرياضيين، وتمضي فتفرق هذا عن نزوع الكبار إلى نشدان الجمالي في الفعاليات الرياضية.
وأنا مثلك أعتقد أن مشاهدة الرياضة على شاشة التليفزيون تضييع للوقت في أغلب الحالات. ولكن هناك لحظات لا تكون وقتا ضائعا، كتلك التي كانت تظهر لنا بين الحين والآخر في أيام [لاعب كرة المضرب] روجر فيديرر ـ على سبيل المثال. وفي ضوء ما تقوله، أعيد الرجوع في الذاكرة لأدقق في هذه اللحظات، أعود إلى فيديرر إذ يضرب بظهر المضرب كرة عابرة للملعب. وأسأل نفسي: هل الجمالي حقا، أو الجمالي وحده، هو الذي يحيي لي هذه اللحظة؟
يبدو لي أن فكرتين تعبران بذهني إذ أشاهد:  (1) لو أنني قضيت مراهقتي في التدرب على مثل هذه الضربات الخلفية بدلا من ... إذن لأمكنني أنا الآخر أن ألعب ضربات كهذه فأجعل الناس في شتى أرجاء العالم يحبسون أنفاسهم من فرط الذهول؟ وتليها: (2) وحتى لو كنت قضيت مراهقتي كلها أتدرب على اللعب بظهر المضرب ما كنت لأقدر على ضربة كتلك، ليس في ظل توتر المنافسة، ليس وقتما أشاء. ومن بعد: (3) لقد رأيت للتو شيئا هو في الآن نفسه إنساني ومجاوز لما هو إنساني، لقد رأيت للتو شيئا أشبه ما يكون بمثال تحقق.
 ما أود أن ألاحظه في هذه المجموعة من ردود الفعل هو الطريقة التي يسبق فيها الحسد إلى الظهور في رأسي ثم تبدده. يبدأ المرء يحسد فيديرر، ثم ينتقل من هذا إلى الإعجاب به، ثم ينتهي المرء لا حاسدا ولا معجبا بل فخورا بإدراك ما لبشر ـ بشر مثلي ومثلك ـ أن يفعله.
وذلك ما أجده شديد الشبه بردود أفعالي على الروائع الفنية التي قضيت فيها (في تأملها وفي تحليلها) وقتا كثيرا إلى الحد الذي أصبحت عندي فيه فكرة جيدة عن طريقة إنتاجها: يمكنني أن أرى كيف  تم عملها، ولكن ما كان يمكن لي أن أنتجها بنفسي، ذلك يتجاوز قدرتي، ولكن الذي أنتجها رجل مثلي (أو امرأة بين الحين والآخر)، فيا له من مجد أن أنتمي للسلالة التي يمثلها هذا الرجل (وبين الحين والآخر هذه المرأة).
وفي تلك المرحلة لا يعود بوسعي أن أميز الأخلاقي  عن الجمالي ...
مع أطيب الأمنيات
جون
***
بروكلين
16 مارس 2009
عزيزي جون
... يمكن أن ننحي الرياضة جانبا لو أحببت، ولو أنه كان في نيتي أن أسهب كثيرا في الجزء الثاني من السؤال (أي المشاركة في الرياضة بدلا من مشاهدة الآخرين وهم يمارسونها): عن لذة المنافسة، وتوتر التركيز اللازم الذي يمكنِّك في بعض الأوقات من تجاوز حدود وعيك، ومفهوم الانتماء إلى فريق، وضرورة تقبل الفشل، ومواضيع أخرى كثيرة. ولعلي في مرحلة قادمة أجلس فأكتب تلك الرسالة  حتى لو كنا في غمار شيء آخر. فلا يزال هذا الموضوع يثير اهتمامي كثيرا.
أما عن إحساسك بالفخر وأنت تشاهد فيدرر في أيام مجده، فأنا معك تماما. إحساسك بالرهبة إذ ترى إنسانا مثلك يحقق مثل هذه الأشياء، إذ ترى أننا (كسلالة) لسنا مجرد هذه الديدان التي غالبا ما نبدو أننا لا نزيد عنها بل نحن قادرون أيضا على تحقيق المعجزات ـ في كرة المضرب وفي الموسيقى، وفي الشعر، وفي العلم ـ وأن الحسد والإعجاب يذوبان في إحساس طاغ بالبهجة. نعم، أتفق معك تماما. وهنا هو الموضع الذي يمتزج فيه الجمالي والأخلاقي. وليست لدي حجة معارضة، فأنا عن نفسي غالبا ما شعرت بمثل هذا.
مع أروع الأفكار
بول
***
6 ابريل 2009
عزيزي بول
قبل أن تقول لي أفكارك عن لذة المنافسة، عندي تعليق استباقي.
في مطلع العشرينيات من عمري، كنت منغمسا في الشطرنج حتى أذني. وكنت ـ على مدار سنوات ـ قد قضيت أغلب أيام عملي في كتابة الأكواد للكمبيوتر، وكنت أشعر أنني مستلب في هذه المسألة استلابا كان يشعرني في بعض الأحيان أنني أهوي إلى جنون يستولي فيه المنطق الآلي على عقلي.
وأدركت نفسي فتركت الكمبيوتر وسافرت إلى الولايات المتحدة للدراسات العليا. وعلى متن السفينة العابرة للأطلنطي (نعم، في ذلك الزمن كان بوسع المرء أن يسافر بالبحر إذا لم يكن لديه ما يكفي من المال، في رحلة كانت تستغرق خمسة أيام) اشتركت في مسابقة شطرنج وصلت فيها إلى الجولة النهائية وكان خصمي فيها طالب هندسة من ألمانيا اسمه روبرت.
بدأت مباراتنا عند منتصف الليل. وطلع الفجر وكنا لم نزل منحنيين على الرقعة. كان روبرت يزيد عني بقطعة، لكنني كنت أشعر أن الأفضلية التكتيكية لي أنا. أخذ آخر المتفرجين القلائل المتبقين حول المنضدة ينسحبون راغبين في أن يحظوا بنظرة إلى تمثال الحرية. وبقينا وحدنا أنا وروبرت.
وكان أن قدم لي روبرت عرضا. "سأمنحك التعادل". قلت "أوكيه". وقفنا، تصافحنا، ونحينا الرقعة.
كان هو متقدما بقطعة، وأنا كانت لي الأفضلية التكتيكية، كان التعادل إذن تسوية منصفة، صح؟
رسونا. صرت في مدينة نيويورك الخرافية. ولكن حالة المسابقة لم تزايلني، حالة الإثارة الدماغية، حالة الحمى، والقليل من الغثيان، وكأنما أعاني التهابا حقيقيا في المخ. لم يثر شيء انتباهي  من كل ما كان حولي. كان ثمة ما لا يكف عن الطنين بداخلي.
مررت أنا وزوجتي من الجمرك ثم وجدنا طريقنا إلى محطة الأتوبيسات. كان علينا أن نستقل أتوبيسين مستقلين، هي إلى جورجيا لتقيم مع أصدقائها وأنا إلى أوستن لأبحث عن مكان نعيش فيه. ودعتها شارد الذهن. كل ما كنت أريده هو أن أكون وحدي، فأعيد مباراة الشطرنج على الورق وأدحض الشك الذي كان ينخسني. طوال الطريق إلى تكساس في أتوبيس جريهاوند (يومان؟ ثلاثة؟) وأنا أدرس خربشاتي، متحققا من هاجس يقول لي إنني ما كان ينبغي أن أقبل بالتعادل ـ وأنه في غضون ثلاث نقلات أو أربع أو خمس كان روبرت الألماني سيجد نفسه مرغما على الاستسلام.
كان ينبغي في ذلك الوقت أن يكون على شفتي أول كأس من مشاهداتي في العالم الجديد. كان ينبغي أن أكون مستغرقا في التخطيط لحياتي الجديدة الممتدة أمامي. لكن لا، كنت في قبضة الحمى. كنت أصارع الجنون في هدوء. كنت رجلا مجنونا في آخر الأتوبيس.
تلك الواقعة هي التي تخطر على ذهني عندما تكتب عن لذة المنافسة. ما يرتبط بالنسبة لي بالمنافسة ليس اللذة إطلاقا، بل حالة استلاب يكون فيها تركيز العقل منصبا على هدف واحد عبثي: أن يلحق بالهزيمة بغريب ليس له أي اهتمام به، ولم يقابله من قبل ولن يراه من جديد.
ذكرى معاناتي نوبة الجذل تلك، قبل نحو نصف قرن، هي التي حصنتني إلى الأبد من الرغبة في أن أكون الفائز مهما يكن الثمن، في أن أهزم هذا الخصم أو ذاك وأتربع على القمة. لم ألعب الشطرنج منذ ذلك اليوم. لعبت رياضات أخرى (كرة المضرب، والكريكيت) وركبت الدراجة كثيرا، ولكني لم أكن أطمح في كل ذلك إلى أكثر من أن أبذل أقصى ما أستطيع بذله. أما الفوز والخسارة ـ فليست لأي منهما أية أهمية؟ وحكمي على إجادتي من عدمها مسألة شخصية، أمرها بين نفسي وما يحلو لي أن أسميه ضميري.
لا أحب من الرياضات ما تحمل نفسها على محاكاة الحرب، فيكون المهم فيها هو الفوز، ويكون الفوز مسألة حياة أو موت، تلك الرياضات التي تخلو من الجمال، مثلما تخلو الحرب من الجمال. وفي أعماق عقلي، رؤية مثالية ـ لعلها ملفقة ـ لليابان، حيث شخص يحجم عن إلحاق الهزيمة بخصمه لأن ثمة عارا في الهزيمة وعارا في إلحاق الهزيمة.
أفضل الأمنيات
جون
***
8 ابريل 2009
عزيزي جون
... قصة الشطرنج التي حكيتها ـ وهي أيضا قصة رعب من نوع ما ـ تجعلني أعيد النظر فيما أعنيه بـ "المنافسة".
(لي سنوات لم ألعب الشطرنج، لكنني  في مرحلة من حياتي، في مطلع العشرينيات من عمري كنت منغمسا فيه، مثلك. هي بلا جدال اللعبة الأكثر استحواذا، وأكثر لعبة اخترعها الإنسان تدميرا للعقل. بعد فترة وجدت أني أحلم بالنقلات في نومي، فقررت أنني لا بد أن أتوقف عن اللعب وإلا أصابني الجنون).
عندما استخدمت عبارة "لذة المنافسة"، أظن أنني كنت أشير إلى إحساس الانطلاق الذي ينتابك عندما تمنح نفسك بالكلية للعبة، والنفع الذي يجنيه الجسم والعقل من جراء التركيز المطلق في مهمة معينة في لحظة معينة، إحساسك بأنك "خارج نفسك"، وتخففك مؤقتا من عبء وعيك بذاتك. الفوز والخسارة لازمان لكنهما عاملان ثانويان، ما هما غير مبرر لكي يبذل المرء أقصى جهده في إجادة اللعب، ذلك أنه بغير بذل أقصى الجهد، لا يمكن نيل اللذة الحقيقية.
كان المران بهدف المران ولا يزال مضجرا لي.الثني والمد، والهرولة في التراك "حفاظا على اللياقة"، ورفع الأثقال، واللعب هنا وهناك بكرة طبية، كل هذه الأشياء لا تترك الأثر الصحي الذي تحققه المنافسة. أنت إذن تحاول الفوز بمباراة تلعبها، تنسى أنك تجري وتقفز، تنسى أنك فعليا تنال جرعة صحية من المران. تفقد نفسك فيما تفعله، ولأسباب لا أفهمها فهما كاملا، يبدو أن هذا الفعل يبث فيك سعادة بالغة. وثمة أنشطة أخرى فوق بشرية بالطبع ـ من بينها الجنس، وإنتاج الفن أيضا، وتلقي الفن أيضا، ولكن الواقع يقول إن العقل يتجول أحيانا أثناء الجنس ـ الذي لا يكون في جميع الحالات مجاوزا ـ وأثناء إنتاج الفن (وانظر إلى كتابة الروايات) ويمتلئ بالشكوك، والتوقفات، والإزالات، ولا يكون بوسعنا طوال الوقت أن نمنح تركيزنا كله لسونيتا شكسبير التي نقرؤها أو أوراتريو باخ التي ننصت إليها. أما إذا لم تكن بكليتك منغمسا في المباراة التي تلعبها، فإنك في الحقيقة لا تلعبها.
ولا ينبغي أن نتغاضى عن مسألة الإنهاك. لو أن جسمك تعب في غمار مباراة، فقد فقدت تركيزك ورغبتك في الفوز (أي المقدرة على بذل أقصى الجهد). ولذلك لا يلعب الرياضات الشاقة التنافسية إلا الشباب، ولذلك أيضا ينتهي أغلب الرياضيين المحترفين ولما يبلغوا بعد منتصف الثلاثينيات. ولكن ثمة لذة أكيدة في محاولة المرء تجاوز حدوده التي يعرفها، ومواصلته بذل أقصى الجهد حتى بعد زوال طاقته.
وإنني أتذكر بصورة جلية آخر مآثري في المجد الرياضي. قبل أكثر من عشرين عاما كنت ألعب في دوري ناشري نيويورك لكرة القاعدة مرة كل أسبوع في حديقة سنترال بارك ضمن فريق فايكنج بِنْجِوِن (ناشرك الحالي، وناشري السابق). كانت الفرق مختلطة، والمباريات متهاونة، وكنت أقترب من الأربعين أو تجاوزتها، فكنت أستمتع بإعادة تنشيط عضلاتي الكروية ولكنني (بقوة العادة أو الحالة المزاجية) كنت ألعب بجدية. وذات مساء، وأنا واقف في موقعي من الملعب (في القاعدة الثالثة)، ألقى اللاعب الكرة بعيدا جهة اليمين. ولما رأيت منحنى الكرة عرفت أنه لا فرصة لي في نيلها، ولكن (ومرة أخرى بقوة العادة أو الحالة المزاجية) تتبعتها على أية حال. دافعا بأسرع ما استطعت ساقين تجاوزتا الشباب، أخذت أجري لمدة بدا لي أنها تبلغ عشر دقائق، وأدركت أن نعم، هناك فرصة، وفي اللحظة الأخيرة، وقبل أن ترتطم الكرة بالأرض، اندفعت بأقصى ما أستطيع، والتقطت الكرة بأقصى طرف قفازي، وأنا أزحف ببطني على العشب. لا تنس أنها كانت مباراة لا قيمة لها، فما هي إلا منافسة ودية بين محرري كتب هازلين، وموظفي سكرتارية واستقبال وصادر ووارد، ومع ذلك أردت أن أندفع وراء تلك الكرة لا تدفعني غير رغبة بسيطة في أن أدفع نفسي، أن أرى إن كانت بداخلي القدرة على الإمساك بها. انقطع نفسي طبعا، وكانت ركبتاي ومرفقاي تتألم بشدة، ولكنني كنت أشعر بالسعادة، بسعادة رهيبة وغبية.
أريد من هذا أن أقول إنني معك. ليست الفكرة في الفوز، بل في الأداء، أدائك أقصى ما في وسعك. مباراتك في الشطرنج مع ذلك الغريب على متن السفينة وضعتك وجها لوجه أمام جزء شيطاني من نفسك، فلما رأيت ما صرت إليه، تراجعت مشمئزا. أنا لم أر مثل هذا قط. ولا أعتقد في حقية الأمر أنني شعرت يوما بمثل ذلك الجوع إلى الفوز الذي شعرت به أنت في مباراتك مع الألماني سنة 1965. فهل للأمر علاقة بالفارق بين رياضات الفرق والرياضات الفردية؟ لقد ظللت طوال فترة صباي ومراهقتي ألعب ضمن فرق (لكرة القاعدة وكرة السلة بالأساس) ونادرا ما نافست في مسابقات فردية (كالجري، والملاكمة، وكرة المضرب). ومن بين مئات المبارايات التي شاركت فيها، أظن أن الفرق التي لعبت لها كانت تكسب بقدر ما تخسر تقريبا. كان الفوز دائما، وطبعا، أكثر إمتاعا من الخسارة، ولكنني لا أذكر حتى إحساسي أن الخسارة دمرتني، اللهم إلا في المرات القليلة التي كنت أتسبب فيها في إفساد لعبة حاسمة فأشعر بالمسئولية وقد خيبت توقعات زملائي.
غير أنني أتصور أن الرياضات الفردية تجعل الأنا أكثر تورطا بكثير، ومن ثم  أكثر تعرضا للمخاطرة. ومن هنا اضطرارك رغم أنفك إلى إعادة مباراة الشطرنج في تلك الرحلة الرهيبة إلى تكساس. لقد كنت تشعر أنك اللاعب الأفضل، ثم أثبت ذلك، ولمت نفسك لأنك قبلت بالتعادل. ولكن ما الحال لو أن العكس هو الصحيح، عندما تعرف أنك لست اللاعب الأفضل؟
إنني أفكر في كرة المضرب، وهي رياضة لم أقض معها وقتا كبيرا ولم أبرع فيها قط (ضرباتي الخلفية بشعة) ولكنني مع ذلك أحب أن ألعبها. أبي، الذي كان يعيش كرة المضرب ويتنفسها، بل الذي يتحدد مجرد وجوده نفسه بحبه للعبة (لسنوات طوال كان يستيقظ في السادسة صباحا ليقضي معها ساعتين قبل أن يذهب إلى شغله)، أبي هذا كان لا يزال قادرا أن يفوز عليّ وهو في الستينيات وأنا في العشرينيات. وبرغم أنني كنت أعلم أنني في الغالب لن أستطيع أن أفوز، كنت أبذل أقصى الجهد في لعبي معه، وأقيس نجاحي بمدى قدرتي على الاحتفاظ بالكرة داخل الملعب، على مدى إحساسي بتحسن مستواي، إلخ. لم تكن الخسارات تؤلم. في المقابل، أرى بعض الانتصارات جوفاء، بل وكريهة. قبل خمسة عشر عاما أو ثمانية عشرة، لعبت كرة المضرب مع كاتب صديق تبين أن مستواه ضعيف للغاية، مأساوي الرداءة، لدرجة أنه لم يتمكن من احصول على نقطة واحدة مني. لم أشعر بلذة في الفوز. لم أشعر إلا بالرثاء لخصمي الشجاع البائس الذي قفز إلى طرف المسبح العميق وهو لا يجيد العوم.
وإذن، لذة المنافسة تبلغ ذروتها عندما يتساوى الخصمان.
مع أفضل الأفكار
بول

*هذه الرسائل مأخوذة من كتاب صدر حديثا بعنوان "هنا والآن: رسائل (2008-2011)، وهو كتاب يضم الرسائل المتبادلة بين جيه إم كوتزي وبول أوستر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق